لبيب المالكي.
⭐️ عضو مميز ⭐️
اعذرني أيها القدر وأنت أيها الدهر فما كنت أعلم بل عفواً كنت أعلم وما صدقت.. ولو كنت ممن يؤمنون بذلك لأمنت منذ أمد بعيد بقدرتها علي تهديم شخصي.
فقد كنت دولة في فهمي وعالماً في خيالي.. كانت لي سماء غير هذه السماء وقمر وشمس غير هذا القمر وتلك الشمس.. كانت لي أنهار مياهها ذهبية وأشجار ثمارها فضية وكنت حين أري النجوم أحس أنها تسعي إلي بأن تلتف حولي في حلقات من الدر البراق كأنها عقد منثور.
ولكن فحسرتاه حييت بين كل هذا شهوراً وأياماً.. فكنت كمن تمتع بحلم طويل وأن مثلي من كان يملك يوماً خاتم سليمان فاستمتع به حيناً من الزمان ثم انتزعته منه فتاة.. أو كمثل من استوي علي البساط السحري فحلق به ساعات من الوقت إلي حيث لا يعلم.. إلي عالم المجهول إلي حيث يكون الهناء العظيم والنعيم المقيم. ثم صلبته من كل هذا حورية رقيقة الوجه وأعادته إلي هذه الدنيا كي أبدو ضئيلاً هزيلاً عليلاً.. فلا تندهشي حبيبتي إن قلت لك إن الدنيا حلم جميل وإن كنت حييت فيها لأنك تستنشقين هواءها وتطعمين وتشربين من خيراتها وبركاتها وأنها تهبني أحلاماً شهية ولعل قصتي معك احدي هذه الأحلام الهنية.
نعم هكذا هي الدنيا عظات وعظات.. ولدغات ولدغات ولكن ما بال الإنسان أن يلدغ مرة عاودته الرغبة ظناً أنه قادر علي تجنب اللدغ ومرارته والفوز بكل اللذة ولكن سريعاً ما يخيب ظنه.. ولكن ما بالي لا أندم.
فوالله ان هذا يثير مكامن الحيرة في قلبي ما لي لا أبالي بمرارة الألم ولا بالكارثة التي إن لم أكن أنا الساعي إليها فاني أحس بها قادمة نحوي بكل ما استطاعت من طرق لقد صم قلبي وعقلي وآذاني وأصبحت لا أسمع غير هوي نفسي لتنادي في صياح مقيت مطالبة بحقها و نصيبها وقد كنت قد حرمته منها أ ياماً وأياماً ولكن ما بيدك أن تفعله يا أنا؟
آه أيها القدر..أراك تستهزئ وتسخر.. رويدك فإن اليوم يومي ولكن يومها قريب غير أني سأعمل علي ألا يلحقها مصيري.. سأبذل قصاري جهدي في أن أحتفظ به لنفسي سأدخره لشخصي الضعيف.. نعم سأكون أنانياً بل بخيلاً إلي حد بعيد.. ولم لا..؟ وقد وهبتها روحي وهي جوهرة جسدي ومنحتها نفسي وهي درة عيني.. فما كفاها هذا. وما رواها هذا الشراب من كرمي.. فلأبخلن إذن عليها من هذه الساعة ولأحتفظ بالمصير الحزين وسأسجن في حجرة قلبي وقد خوت من الروح الطيبة ولأملأها إذن بالشياطين لعل روحاً جديدة تبعث في هذا الجو الفاسد وترتوي بهذا الماء العكر.. ولكن أعود فأقول ما بيدك أن تفعله يا أنا؟
أيها القدر مالي أراك تعرض عني أفلا يكفيك اعراضها عني؟ ولم تغرب عن وجهي.. ألن تسعي إلي أن تهون علي أمرها؟ لأنها ما عادت ترق وتشفق علي.. فقد خوت نفسها من معاني الشفقة والرحمة.. أيها القدر لك عندي سؤال.. أهذا هو الحب الذي يصفونه؟ اسمح لي أن أجيب فأريحك من عناء التفكير.. إن الحب نفسه بريء من كل ألاعيب الجارحة.. ان الذنب ذنب نفوسنا غير السوية، وأفكارنا غير النقية.
يا نفسي كم أرشدتك فاستمعت وأطعت، وكم قومتك فاستقمت، وكم نصحتك فانتصحت ما لي أراك اليوم يا نفسي لا تسترشدين ولا تستقيمين ولا تنتصحين.
فويل لك أيتها الفتاة، هل ألعنك؟ لن.... فأنت بريئة ولن ألعن غير نفسي التي طاوعت هواك.. هل أنبذك؟ لن..... فلن أنبذ إلا روحي التي سمحت لقلبي العزيز أن يتعلق بك ولعيني أن تطيل النظر إليك، ولكن لا أدري ما الذي أعجب عيني وقلبي في حبيبتي؟ ما الذي شغلهما بها؟ حتي صارا يكرهان العيش والحياة بدونها.. هل هو جمال الوجه أم جمال الروح.. إن الحيرة تكاد تفتك بي ولكن أقول بأن الشيئين معاً وإلا ما أحست نفسي بما أحست ولا شعر قلبي بما شعر.
أيها القدر.. حقاً إن المرء ما عاد يإمن يومه أمسه، وما الفرق إلا ساعات ودقائق فقد تلقاه مصحاً سليماً في الصباح يأتيك خبر نعيه في المساء تماماً كالوردة تقطفها زاهية ناضرة في الصباح لتأخذ منها نكهة رحيقها الجميل فتستمتع برائحتها الذكية ثم تلقيها ذابلة بعد قليل معدومة الرائحة تدهسها النعال.
فلا تعجب أيها القدر إن كانت حبيبتي بالأمس فأصبحت اليوم من أشد أعدائي.. ولا تعجبي حبيبتي أن أقول لك إنك كنت حقاً في يوم ما حبيبتي فأراد لك القدر بأن تكوني حبيبتي الخائنة.. فوالله ما أشد علي أن أقول هذا لأن الثمار الجيدة ليس لها أن توضع بجانب الثمار الفاسدة وإلا تسرب الفساد إليها.. فكوني ثماراً طيبة واتركيني حتي يقضي علي فسادي ففي مماتي خلاص لشخصك الحبيب.
وتعتريني سكرة الموت وأقول بكلمات متقطعة..
ما بيدك أن تفعله الآن يا أنا...
فقد كنت دولة في فهمي وعالماً في خيالي.. كانت لي سماء غير هذه السماء وقمر وشمس غير هذا القمر وتلك الشمس.. كانت لي أنهار مياهها ذهبية وأشجار ثمارها فضية وكنت حين أري النجوم أحس أنها تسعي إلي بأن تلتف حولي في حلقات من الدر البراق كأنها عقد منثور.
ولكن فحسرتاه حييت بين كل هذا شهوراً وأياماً.. فكنت كمن تمتع بحلم طويل وأن مثلي من كان يملك يوماً خاتم سليمان فاستمتع به حيناً من الزمان ثم انتزعته منه فتاة.. أو كمثل من استوي علي البساط السحري فحلق به ساعات من الوقت إلي حيث لا يعلم.. إلي عالم المجهول إلي حيث يكون الهناء العظيم والنعيم المقيم. ثم صلبته من كل هذا حورية رقيقة الوجه وأعادته إلي هذه الدنيا كي أبدو ضئيلاً هزيلاً عليلاً.. فلا تندهشي حبيبتي إن قلت لك إن الدنيا حلم جميل وإن كنت حييت فيها لأنك تستنشقين هواءها وتطعمين وتشربين من خيراتها وبركاتها وأنها تهبني أحلاماً شهية ولعل قصتي معك احدي هذه الأحلام الهنية.
نعم هكذا هي الدنيا عظات وعظات.. ولدغات ولدغات ولكن ما بال الإنسان أن يلدغ مرة عاودته الرغبة ظناً أنه قادر علي تجنب اللدغ ومرارته والفوز بكل اللذة ولكن سريعاً ما يخيب ظنه.. ولكن ما بالي لا أندم.
فوالله ان هذا يثير مكامن الحيرة في قلبي ما لي لا أبالي بمرارة الألم ولا بالكارثة التي إن لم أكن أنا الساعي إليها فاني أحس بها قادمة نحوي بكل ما استطاعت من طرق لقد صم قلبي وعقلي وآذاني وأصبحت لا أسمع غير هوي نفسي لتنادي في صياح مقيت مطالبة بحقها و نصيبها وقد كنت قد حرمته منها أ ياماً وأياماً ولكن ما بيدك أن تفعله يا أنا؟
آه أيها القدر..أراك تستهزئ وتسخر.. رويدك فإن اليوم يومي ولكن يومها قريب غير أني سأعمل علي ألا يلحقها مصيري.. سأبذل قصاري جهدي في أن أحتفظ به لنفسي سأدخره لشخصي الضعيف.. نعم سأكون أنانياً بل بخيلاً إلي حد بعيد.. ولم لا..؟ وقد وهبتها روحي وهي جوهرة جسدي ومنحتها نفسي وهي درة عيني.. فما كفاها هذا. وما رواها هذا الشراب من كرمي.. فلأبخلن إذن عليها من هذه الساعة ولأحتفظ بالمصير الحزين وسأسجن في حجرة قلبي وقد خوت من الروح الطيبة ولأملأها إذن بالشياطين لعل روحاً جديدة تبعث في هذا الجو الفاسد وترتوي بهذا الماء العكر.. ولكن أعود فأقول ما بيدك أن تفعله يا أنا؟
أيها القدر مالي أراك تعرض عني أفلا يكفيك اعراضها عني؟ ولم تغرب عن وجهي.. ألن تسعي إلي أن تهون علي أمرها؟ لأنها ما عادت ترق وتشفق علي.. فقد خوت نفسها من معاني الشفقة والرحمة.. أيها القدر لك عندي سؤال.. أهذا هو الحب الذي يصفونه؟ اسمح لي أن أجيب فأريحك من عناء التفكير.. إن الحب نفسه بريء من كل ألاعيب الجارحة.. ان الذنب ذنب نفوسنا غير السوية، وأفكارنا غير النقية.
يا نفسي كم أرشدتك فاستمعت وأطعت، وكم قومتك فاستقمت، وكم نصحتك فانتصحت ما لي أراك اليوم يا نفسي لا تسترشدين ولا تستقيمين ولا تنتصحين.
فويل لك أيتها الفتاة، هل ألعنك؟ لن.... فأنت بريئة ولن ألعن غير نفسي التي طاوعت هواك.. هل أنبذك؟ لن..... فلن أنبذ إلا روحي التي سمحت لقلبي العزيز أن يتعلق بك ولعيني أن تطيل النظر إليك، ولكن لا أدري ما الذي أعجب عيني وقلبي في حبيبتي؟ ما الذي شغلهما بها؟ حتي صارا يكرهان العيش والحياة بدونها.. هل هو جمال الوجه أم جمال الروح.. إن الحيرة تكاد تفتك بي ولكن أقول بأن الشيئين معاً وإلا ما أحست نفسي بما أحست ولا شعر قلبي بما شعر.
أيها القدر.. حقاً إن المرء ما عاد يإمن يومه أمسه، وما الفرق إلا ساعات ودقائق فقد تلقاه مصحاً سليماً في الصباح يأتيك خبر نعيه في المساء تماماً كالوردة تقطفها زاهية ناضرة في الصباح لتأخذ منها نكهة رحيقها الجميل فتستمتع برائحتها الذكية ثم تلقيها ذابلة بعد قليل معدومة الرائحة تدهسها النعال.
فلا تعجب أيها القدر إن كانت حبيبتي بالأمس فأصبحت اليوم من أشد أعدائي.. ولا تعجبي حبيبتي أن أقول لك إنك كنت حقاً في يوم ما حبيبتي فأراد لك القدر بأن تكوني حبيبتي الخائنة.. فوالله ما أشد علي أن أقول هذا لأن الثمار الجيدة ليس لها أن توضع بجانب الثمار الفاسدة وإلا تسرب الفساد إليها.. فكوني ثماراً طيبة واتركيني حتي يقضي علي فسادي ففي مماتي خلاص لشخصك الحبيب.
وتعتريني سكرة الموت وأقول بكلمات متقطعة..
ما بيدك أن تفعله الآن يا أنا...