بِشَوْقِـيَ جِئْتُكِ يَـا بَغدَادُ مُنْهَكَــاً
أجْتَرُّ أحْزَانِـي وطُـولَ غِيابِـــي
هِيَ ذِي جِراحَاتِي الَّتـي خَبَّأتُهَـــا
عَبْرَ السِّنيـنِ .. وهَؤلاءِ صِحَابِــي
لا تَرْمُقِينِـي يَـا حَبيبَـةُ هَكَـــذَا
مَـا آنَ يَـا عُمُرِي أوَانُ عِتَــابِ
لا تُنكِرينِي يَـا ابْنَـةَ العَمِّ الَّتـــي
شُغِفْتُ بِهَا كَمَا شَغَفِـي بِأحْبَابِـــي
بَيْنَ جَفْنَيْكِ خُذِينِي يَـا حَبيبَتِـــي
فَلَطَالَمَا ضَمَمْتُكِ بَيْـنَ أهْدَابِـــي
* * *
مَاذا أقولُ يَـا وَطَنَ الرَّشيدِ هُنَــا
فالطُّهْرُ مَمْزوجٌ بِجُـلِّ خَـــرَابِ
أيْـنَ الَّذينَ يَسْتَضِيفُونَ هَمَّنَـــا
ليُضَمِّخُونَا بِعِطْرِ هَذَا التُّـرَابِ ؟!..
أيْـنَ العَصَافِيـرُ المغَرِّدَةُ الَّتـــي
مَا زَالَ شَدْوُهَا يَحِنُّ فِي خِضَابِي ؟!..
أيْنَ النُّجُومُ الـمُلألأةُ اللَّوَاتِـــي
مَا يَزَالُ نورُهُنَّ يُضِيءُ شَبَابِــي ؟!..
أيْـنَ الأزَاهِيـرُ الملوَّنَـةُ الَّتـــي
يَفُوحُ عَبِيـرُ رَحِيقِهَا فِي رِحَابِـي ؟!..
أيْنَ الضِّفَافُ الخُضْرُ مَا بَرِحَتْ هُنَــا
تَرتَاحُ بَيْنَ النَّخِيـلِ والأعْنَــابِ ؟!..
وأيْنَ الحَمَامَاتُ البِيـضُ اللَّوَاتِــي
يَشْمُخْـنَ فَـوْقَ مَآذِنٍ وقِبَـابِ ؟!..
* * *
بَغدَادُ .. يَـا شَهْدَ البِلادِ جَمِيعِهَــا
يَـا مَوْئِلَ الأرْوَاحِ والأطْيَـــابِ
أوَّاهُ يَـا أرضَ الخِلافَـةِ نُورُهَـــا
حَجَبُوهُ عَنْ شَعْبِي بِـألْفِ حِجَــابِ
بَغدَادُ .. يَـا أمَّ الجِبَـاهِ الشُّـمِّ يَـا
بِنْـتَ العُلا أرْدَاكِ طَعْـنُ حِــرَابِ
يَـا مَوْطِنَ الأحْرَارِ هَلْ مِن دَمْعَــةٍ
تَجْرِي بِرِفقٍ عَلَى خَدِّ السَّـحَابِ ؟!..
بَغدَادُ مَـاذا سَأكتُبُ وَفِــي دَارِي
دَوِيُّ القَذَائِفِ وأنيَـابُ الذِّئابِ ؟!..
بَغدَادُ يَـا دَارَ السَّــلامِ تَحِيَّــةً
وَطَـنُ الحَضَارَةِ عَجَّ بِالأَذْنَـابِ ؟!..
* * *
مِن مُهْجَتِـي أنسَلُّ يَـا بَـغدَادُ سَيْـ
ـفَاً بـاحثاً عَن أمَّـةِ الأحبَــابِ
هِيَ ذِي حَضَارَةُ غَرْبِهِـمْ بِظَلاَمِهَـا
شَعَّتْ عَلَيْكِ بِظُلْمَــةِ الإرْهَــابِ
لَمْ يَبْقَ في الدُّنيَا سِوَى أحْقَادِهِــم
قَدْ سَعَّرَتْهَـا شِرْعَـةُ الأعْــرَابِ
بِالأمْسِ كَانتْ أرضُهُمْ بِكِ جَنَّــةً
واليَوْمَ قَد سَامُوكِ بَحْـرَ عَــذَابِ
أرْضَ الرَّشيدِ إلَيْكِ جِئتُكِ مُتْعَبَــاً
وسَـوْفَ أبْـقَى مُتْعَبَـاً بِذَهَابِـي
بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف
أجْتَرُّ أحْزَانِـي وطُـولَ غِيابِـــي
هِيَ ذِي جِراحَاتِي الَّتـي خَبَّأتُهَـــا
عَبْرَ السِّنيـنِ .. وهَؤلاءِ صِحَابِــي
لا تَرْمُقِينِـي يَـا حَبيبَـةُ هَكَـــذَا
مَـا آنَ يَـا عُمُرِي أوَانُ عِتَــابِ
لا تُنكِرينِي يَـا ابْنَـةَ العَمِّ الَّتـــي
شُغِفْتُ بِهَا كَمَا شَغَفِـي بِأحْبَابِـــي
بَيْنَ جَفْنَيْكِ خُذِينِي يَـا حَبيبَتِـــي
فَلَطَالَمَا ضَمَمْتُكِ بَيْـنَ أهْدَابِـــي
* * *
مَاذا أقولُ يَـا وَطَنَ الرَّشيدِ هُنَــا
فالطُّهْرُ مَمْزوجٌ بِجُـلِّ خَـــرَابِ
أيْـنَ الَّذينَ يَسْتَضِيفُونَ هَمَّنَـــا
ليُضَمِّخُونَا بِعِطْرِ هَذَا التُّـرَابِ ؟!..
أيْـنَ العَصَافِيـرُ المغَرِّدَةُ الَّتـــي
مَا زَالَ شَدْوُهَا يَحِنُّ فِي خِضَابِي ؟!..
أيْنَ النُّجُومُ الـمُلألأةُ اللَّوَاتِـــي
مَا يَزَالُ نورُهُنَّ يُضِيءُ شَبَابِــي ؟!..
أيْـنَ الأزَاهِيـرُ الملوَّنَـةُ الَّتـــي
يَفُوحُ عَبِيـرُ رَحِيقِهَا فِي رِحَابِـي ؟!..
أيْنَ الضِّفَافُ الخُضْرُ مَا بَرِحَتْ هُنَــا
تَرتَاحُ بَيْنَ النَّخِيـلِ والأعْنَــابِ ؟!..
وأيْنَ الحَمَامَاتُ البِيـضُ اللَّوَاتِــي
يَشْمُخْـنَ فَـوْقَ مَآذِنٍ وقِبَـابِ ؟!..
* * *
بَغدَادُ .. يَـا شَهْدَ البِلادِ جَمِيعِهَــا
يَـا مَوْئِلَ الأرْوَاحِ والأطْيَـــابِ
أوَّاهُ يَـا أرضَ الخِلافَـةِ نُورُهَـــا
حَجَبُوهُ عَنْ شَعْبِي بِـألْفِ حِجَــابِ
بَغدَادُ .. يَـا أمَّ الجِبَـاهِ الشُّـمِّ يَـا
بِنْـتَ العُلا أرْدَاكِ طَعْـنُ حِــرَابِ
يَـا مَوْطِنَ الأحْرَارِ هَلْ مِن دَمْعَــةٍ
تَجْرِي بِرِفقٍ عَلَى خَدِّ السَّـحَابِ ؟!..
بَغدَادُ مَـاذا سَأكتُبُ وَفِــي دَارِي
دَوِيُّ القَذَائِفِ وأنيَـابُ الذِّئابِ ؟!..
بَغدَادُ يَـا دَارَ السَّــلامِ تَحِيَّــةً
وَطَـنُ الحَضَارَةِ عَجَّ بِالأَذْنَـابِ ؟!..
* * *
مِن مُهْجَتِـي أنسَلُّ يَـا بَـغدَادُ سَيْـ
ـفَاً بـاحثاً عَن أمَّـةِ الأحبَــابِ
هِيَ ذِي حَضَارَةُ غَرْبِهِـمْ بِظَلاَمِهَـا
شَعَّتْ عَلَيْكِ بِظُلْمَــةِ الإرْهَــابِ
لَمْ يَبْقَ في الدُّنيَا سِوَى أحْقَادِهِــم
قَدْ سَعَّرَتْهَـا شِرْعَـةُ الأعْــرَابِ
بِالأمْسِ كَانتْ أرضُهُمْ بِكِ جَنَّــةً
واليَوْمَ قَد سَامُوكِ بَحْـرَ عَــذَابِ
أرْضَ الرَّشيدِ إلَيْكِ جِئتُكِ مُتْعَبَــاً
وسَـوْفَ أبْـقَى مُتْعَبَـاً بِذَهَابِـي
بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف