أطفالنا فلذات أكبادنا
كثيرا ما تتطرق لأسماعنا هذه الجملة ..
كثيرا ما نكتبها على الأوراق أو نلقيها في الندوات ..
نعم نحن نحبهم، فهم اعز ما نملك..
نغدق عليهم أموالنا نجعلهم في سعادة ورفاهية..
ونسارع إلى تلبية احتياجاتهم المادية ..
ولكن ماذا عن المعنوية ؟؟
هل أحسسنا يوما بهم ..؟!
هل حاولنا أن ندخل إلى تفكيرهم.. مشاكلهم ..
أمنياتهم .. – لا أظن ذلك -
لأننا ما زلنا نقدم الأسباب الواهية لهذا التقصير الكبير..
ولا زلنا نخدع أنفسنا بتلك التبريرات الزائفة..
فكم من طفل تربى وترعرع في أحضان الخادمة ..
وكم من طفل تمنى أن يكون له أبا بمعنى الأبوة الحقيقية..
وكم من طفلة تمنت أن تكون لها أما كتلك الأم التي تشاهدها في المدبلجات الكارتونية .. وكم ... وكم ....
وعندما تمضي السنون.. ويشتد عودهم .. وتكبر أجسامهم لا تزال عقولهم كما هي صغيرة.. لا تميز بين حق وباطل .. أو بين خير وشر ..
فتنقاد إما إلى اللهو والمجون أو إلى الغلو والتطرف...
فنمكث نندب حظنا العاثر.. ونرثي حالنا وحال أبنائنا ..
ونلقي جُلّ اللوم عليهم...
ولا يخطر ببالنا في يوم من الأيام بأنهم كانوا ( سابقا ) :
فلذات أكبادنا ..
أي جزء منّا..
تقصيرهم تقصيرنا وخطأهم خطأنا...
ونجاحهم أيضا نجاح لنا...
وحتى لو تذكرنا ذلك....
نتناسى ...
حتى لا يكونوا وصمة عار علينا...
***********
كثيرون من فقدوا آباءهم
وقليلون هم من عاشوا معنى السعادة الحقيقية
***********