محمد سعد
⭐️ عضو مميز ⭐️
وبدأت فينوس منتصبة...
الكراسي تنتظر لقاء المصادفات
والطاولات تحتسي الضجر المسائي
وحدي في مقهي المحطة أنتظر
عاشق على أحر من الموقد
قهوة من غير سكر احتسي
شارد بها خلف زجاج الترقب
............................................
أقبلت...
يفاجئني برق ظلها
تماما كالصورة وصلتني
قبلتين على الخد وضعت
جفلت
وكأنها من خلفها تخشى القبيلة
جلست...
تستعيد أنفاسها
تتأملني...
تفك إشارات قرأتها عني
بعصبية أنثوية قالت:
أما زلت تقول أشياء لا تفهم؟
سنة وأنا أقرأ لك
يعجنك وهمي
يطويك عقلي
يبسطك ذهني
القدر وحده رماني اليك
أضمك بعيني
تحديت العشيرة
مزقت الطوق والوتيرة
ابتسمت للتعبير ترسمه شفتاها
صمتت...
في باقة متكاملة
بين بسمة وتقطيب حاجبيها
قالت:
أتضحك مني أم علي؟
قلت أتعمد ممازحتها:
من شفاه شرقية
تعلنان العصيان
قلب بحيرة مغربية
...................................
ـ ألا تنهض؟
ـ هل أنت على عجل؟
ـ قطعت مسافات لألقاك
أحتضن حقيقتك بلا رقيب
....................................
وأنا ألج باب البيت
شددتها الي
همست في أذنيها كلمات
ابتلعت شفتيها
تاركا لها ابتلاع الاجابة شهقات
قالت :إني خائفة
ضممتها
ـ انك في محمية عاطفية
خارج الخوف العربي
ألا ترقصين لي؟
فاجأها طلبي
فاجأني حياؤها
بخجل أجابت:
ما رقصت قط امام رجل
وبما يضاهي حياء أنوثتها قلت:
لمن جمالك إن لم يكن لي أنا؟
بدأ جسدها يتهادى
لم تكن تتلوى
لم تكن تتمايل
قلت:
اخلعي نعليك
في الرقص كما في العبادة
لا نحتاج الىحذاء
وبدأت فينوس منتصبة
تواصل انتعال ابتسامتها الأبدي