.. اعزائي ..
.. و كل من أتى ليقرأ بعض من حروف .. * خفايا الروح * ..
.. اتمنى ان تعجبكم همساتي ..
.. وهذه المشاركه .. هي اقرب من " قصه قصيره " منها الى " خاطره " ..
.. اتمنى ان تنال اعجابكم .. وانتظر ردودكم الجميله ..
..**..**..**..**..**..**..
طفله .. ومااجمل من طفله ..
تسرح وتمرح في مروج الحياة الهادئه ..
ترتسم على ملامحها اجمل ابتسامه .. يملأها شغف السعادة ..
وحب الحياة متأصــــل في وجدانها ..
طفله .. تعشق الحياة .. تهوى اللعب ..
تحتفظ بالذكريات المخمليه منذ نعومة اظافرها ..
تحاكي التفاؤل في كل ليلة .. فترسم للحب معنى .. وللأمل الف معنى ..
طفلة تختلف عن باقي اطفال جيلها..
انهــا .. انـــــــا ..
نعم .. كنت هذه الطفله ..
ربما لازلت اعتبر نفسي كذالك ..او بالاحرى ..اتمنى لو انني مازلت طفله ..
رغم الآلآم التي تمكنت مني ..وتعمقت في جوفي .. وتأصلت في ملامحي البريئه..
فكم من ليالٍ اذكرها..حين كنت ارتمي في احضان الصمت ..
احاول ان استمع لحديث القمر والنجوم ..
اصمت .. لاترك من حولي يعبر عن معنى الحب ..
اصمت .. لأجوب بفكري كل عالم غير عالمي هذا ..
اصمت .. واصمت .. واصمت ..
وماذا بعد .!؟ اختنقت الحروف في جوفي .. اشتعلت كلمات وانطفأت اخرى ..
حاولت الامساك بقلمي .. وها أنا احاول نزف ما استطيع نزفه ..
من معاني تنساب على مخيلتي بلا توقف ..
ربما يساعدني البوح .. على الخروج من محيطي الحالي ..
لأعرف ولو شئ بسيط عن ذاتي ..
فمن انا .!؟ كيف كنت وكيف اصبحت .!؟
تغير كل ماكان .. ربما أنا الآن طفلة .. شاب رأسها من التفكير ..
قضمت اظافرها من القلق .. ترتجف كل اطرافها من الخوف ..
هرب الحب .. واختفى الأمل .. وتلاشى كل شئ جميل من حولي ..
لم يعد امامي سوى مرآتي الصادقه ..ربما هي من تستطيع تفسير ذاتي ..
ربما هي من تستطيع الكشف عن ستار اخفى ملامحي الحقيقيه ..
وجعل طفولتي مجرد ايام للذكرى تتوارى خلف قضبان الليالي ..
في صندوق خشبي معتم ..
فيا مرآتي من انـــا .!؟ ..
لم اكمل باقي همساتي وتساؤلاتي ..
حتى انتثرت شظاياها من حولي .. تبعثرت اجزائها .. تحطمت زواياها ..
جرحتني اطرافها الحاده .. قطرات من الدماء كالندى في فصل الربيع يتساقط
بهدوء على شظايا من مرآتي ..
والآن .. لم يبقى لي سوى بقايا من برواز محطم .. نظرت خلاله ..
تعلو ملامحي الدهشه ..
يا ترى مالذي يحدث .. لما يهجرني الجميع في ظل احتياجي لهم ..
لِما يُحَطم شموخي .. ويُأسر كبريائي ..
لما يخالجني الاحساس باليأس .. عندما التمس بداية خيط يرشدني لحقيقة نفسي ..
بكيت كثيرا .. بكيت بحرقه .. بكيت بندم .. بأسى .. بحزن ..
بجميع معاني البكاء بكيت ..
لا اعلم اي دمعة هي الاصدق .. وأي آه هي الاقوى ..
زفرات حارقه تنطلق من جوفي .. آهات قاتله تهز جدران ضلوعي ..
يأس مكتوم في قلب قلبي ..كيف لي ان اصله .. واطلق سراحه ..
مالم اعلم من انا ..!؟
فكفاك يادهر تعذيباً لقد ملتني الكلمات ..
طارت الاوراق وتبعثرت .. وجف حبر قلمي .. ألم يحن الوقت لاجد جواب سؤالي ؟
حسناً لقد تذكرت ..لم يبقى لي سوى ذالك الباب الخشبي الموصد ..
الذي لطالما سرق انظاري ولكن خوفي يمنعني من الاقتراب منه ..
لقد مر عليه الزمن .. وهو مازال مغلقاً ..
ومرت اللحظات وانا في صراع مع الزمن .. احاول البحث عن المفتاح ..
لاكسر هاجس الفضول اللذي احاط بي .. فأنا نسيت ماهو خلف ذالك الباب ..
ولكن ياترى .. لِما لم احاول فتحه من قبل ..؟! ربما لانه يحمل الحقيقه ..
لقد تسارعت النبضات وعلا صوت انفاسي ..
هاقد وصلت لمرسى بعد ان جبت جميع بحور الذكريات ..
وهاقد رأيت شاطئً ربما له الاستعداد بأن يحتظنني ..
بعدما متني كل الحياة بما فيها ..
فقد حان الوقت لكشف الستار الغامض ..
ادرت المفتاح ببطء .. وفتحت الباب اشد بطأً ..
تثاقلت خطواتي في الدخول .. بقيت اتأمل هذه الغرفه للحظات ..
حتى دفعني اعصار الفضول فدخلت .. واٌغلق الباب من خلفي ..
يا إلاهي .. ماهذا ..! انها غرفة طفولتي .. نعم ..
هذه دميتي .. وهذا مكتبي ..
وهنا مظلتي التي اهداها لي والدي .. لاحتمي بها عن الامطار ..
وهذا خاتمي الماسي .. الذي كان هدية نجاحي ..
في زاوية اخرى رأيت وسادتي .. فما اجملها .. مازالت ناعمه ..
تحتفظ ببقايا من احلامي الصافيه .. ومن تحتها رسالتي التي اعطتها لي اعز صديقاتي ..
وقصتي المفضله تقبع بالقرب من سريري وبقربها مصباحي اللذي
يضئ عتمة ليلي السرمدي ..
ازحت الستار عن نافذتي فتسلل ضوء الشمس بكل هدوء لينير زوايا غرفتي ..
تسلل وبلا تردد وكأنه مشتاق ومنتظر لهذه اللحظه منذو سنوات مضت ..
اضاء المكان .. وارتسمت شبه ابتسامه على ملامحي وجدت كل شئ ماعدا ذاتي .!
فيا ترى اين سأجدها .. فعاد اليأس ليخيم على عالمي .. ولكنني لم اتركه يفعل ذالك ..
قاومته بشده .. منعته من الاقتراب من جوفي .. فأنا اشعر بأنني وصلت لنهاية
حكايتي .. نعم ..
انا لا اشعر بذالك .. لانني فعلاً وصلت الى نهاية حكايتي .. ولن اوهم نفسي
بأني لم اجد ذاتي .. لا ..
فها انا قد وجدتها ..
انا ..
انا ..
انا .. وبكل فخــر ..
اصبحت سيدة في الثمانين من عمرها ..
..**..**..**..**..**..**..

.. اعذروني للإطاله ..
.. اتمنى ان اكون قد وفقت في طرحي لهذه المشاركه ..
.. بين ايديكم .. عسى ان تنال اعجابكم ..
.. بقلـــــم اختكم ..
.. خفــــايا الـــروح ..